top of page

الأعين موجهة إلي: آنة كليمان

الأعين موجهة إلي: مقاومة بصرية للعنف الجندري في حراك ال-SlutWalk في اسرائيل

آنة كليمان، طالبة دكتوراة، Amsterdam School of Cultural Analysis, University of Amsterdam


ماذا تقولون





1. مقدمة

حراك ال-SlutWalk العالمي، الذي يشكّل الحراك الاسرائيلي جزء منه، أسس كردة فعل لبيان مثير للجدل لشرطي كندي في محاضرة قام بإلقاءها في جامعة تورنتو: "طُلب مني أن لا أقول ذلك - لكن على النساء الامتناع عن ارتداء ملابس مثل ال-Sluts، لتجنب وقوعهن كضحية" [ترجمتي]. كردة فعل، انطلقت ال-SlutWalk الاولى وضمت ما يقارب ال 3000 مشارك\ة، وتلقت صدى إعلامي واسع في جميع أنحاء العالم. في نفس السنة، تم تنظيم SlutWalks في الولايات المتحدة، جنوب أميركا، اسيا، اوروبا، استراليا، وايضا في اسرائيل.

في بحثي هذا، ارغب في تحديد التأثير المرئي الذي نبع من إطار ال-SlutWalk ("مسيرة المتهورات"، سابقًا "العاهرات") في إسرائيل، ، وقيمة نشاطها ضد القوى الأبويّة التي يحاربها الحراك. سأتطرق بالاخص الى علاقات القوى الأبويّة كما يتم وصفها في الطبقات المرئية، يدل الحاضر، على أن الطرق التي يستخدمها النظام الأبويّ تستعمل شكل المرأة كأداة لمحاكمتها وتأديبها. سأقوم بفحص ممارسات المقاومة البصريّة المبنيّة في رحاب الحراك، وبالأخص سأُحلل ممارسة تسمية الجسد وطرق استخدامه في المسيرة. مقارنة بالبحث الموجود عن الحراك، الذي في غالبيته يتطرق إليه دون فحص بشكل مباشر للمنتوجات البصريّة التي خلقت ونشرت في اطار الحراك ونيابة عنه، هذا المقال يفحص صور، اداء وشكل المشتركات في المسيرة بشكل حثيّ. وبذلك، أرغب في سدّ الفجوة العظيمة، مضللة ومشكّلت عثرات بين البرج العاجي النظري وبين القيمة السياسية للمسيرة وشكلها الفعلي.


2. مراجعة أدبية: Sluts ومنطق- الاغتصاب

الكلمة Slut التي في حد ذاتها كانت تستخدم منذ بداية القرن ال-١٥ على الأقل، تغيرت معانيها بالتلاؤم مع التغييرات الاجتماعية الاستطرادية، لكنها حافظت على وظيفتها على مرّ السنين كدلالة على دونيّة جنسانيّة، مع معاني تدل على التلوث، قذارة وأخلاق جنسيّة مهزوزة (Wilson, 2015). من الصعب الاشارة على معنى متماسك وعصري لتلك الكلمة، بالإضافة إلى ذلك بسبب تركيبتها اللغويّة المتدنّية، لكن العامل المشترك لغالبية استعمالاتها الاجتماعية تتطرق إلى "نوع" محدد من النساء، المنفصل عن باقي النساء "الجيّدات"؛ هن اخترن انضمامهن لتلك الفئة (أو قد ضمّها لتلك الفئة عن طريق الخطأ)، ولذلك باستطاعتهن الاختيار بعدم القبول، وبشكل عام قادرات على التحكم في تصنيفهن لتلك الفئة أو للفئة الأخرى؛ يمكن تمييزهن من خلال سلوك مرئي، الذي يتجاوز حدود ال"الصحيح"، "الجيّد"، "المناسب" أو "الجدير" للنساء، تبعًا لأعراف أخلاقيّة محليّة ومعاصرة (Walters, 1966; Roberts, 2002; Hewitt, 2002). ال-SlutWalk الاولى في تورنتو طالبت في الاعتراض بشكل مباشر على بيان ضابط الشرطة، الذي تطرق بشكل محدد إلى طريقة اللبس كالسّمة المميزة التي تفرّق بين ال-Sluts لبين باقي النساء؛ مسيرات الSlutWalk التي اقيمت على أعقابها تبنت التشديد البصري على اللبس كتعبير إضافي لمتطلبات نسويّة، ،التشديد على المظهر كممارسة بصريّة وكهدف لنشاط "إعادة التخصيص" الذي تبلور حسب عادات اجتماعيّة وسياسيّة محليّة.


عرضت أنني هيل (Hill, 2015)، في كتاباتها المصطلح منطق الأغتصاب (Rape Logic)، الذي يعني تبرير العنف الجنسي تجاه النساء (وليس فقط ذلك) عن طريق تذنيب الضحيّة وتحميلها كل المسؤوليّة.كتبت هيل، ذلك، بسبب أن جسد المرأة هو علامة على الجنسانية في الثقافة الغربيّة وبشكل عام، الذي ينظر إليه كميزة اساسيّة، وبالتالي ينشق الاستنتاج الاجتماعي بأن على المرأة كل المسؤولية بالتحكّم في تأثيراتها التي لا مفر منها على المحدقين بها بسبب شكلها الخارجي؛ من مسؤوليتها تغطية جسدها والتأكد أن الرسالة النابعة من اختيارها لملابسها وتصرفاتها يناقض الرسالة الكامنة في جسدها المرصود، التي هي بالضرورة رسالة لدعوة جنسيّة. وهكذا المظهر النسائي يستخدم كالناطق، الأول لموضوع الانسانيّة. يوصف منطق الاغتصاب العنف الجنسي للذكر تجاه المرأة كرد فعل لا مفر منه، طبيعي وساذج للرجل بسبب القوة الجنسيّة التي شغلتها عليه المرأة بسبب مظهرها، التي هي قامت باختياره، وعلى ما يبدو، اختارت عدم كبح جماحها. بسخرية، تُوصف ضحايا العنف الجنسي كوكالة نشطة، سلعات نسائية التي تبث بوعي رسائل جنسيّة أو كلاميّة، وجلبوا على أنفسهن عن طريق اختيارهن لملابسهن ما حدث "بشكل طبيعي"، سواء كان أمر لا مفر منه أو عن سابق القصد والترصّد. هذا المنطق، مغروس عميقا في المعتقد الغربيّ، يضرّ جميع النساء، وبالأخص نساء وقعوا ضحيّة للعنف الجنسيّ: الخوف الشديد من التعرض لعنف جنسي، والخوف من الشعور بالمسؤولية لاستدعائه، يؤدي الى تقليص حريّة التنقّل، حريّة العمل، إعاقة الصحة النفسية والشعور بالحرية بشكل عام لدى النساء، وبذلك يحافظ على مكانهن الأدنى من الرجال في الهرم الاجتماعي.



3. المنهجيّة: البانوبتيكون البطريركيّة

البانوبتيكون(Panopticon) هي مصفوفة مثالية لسجن مطوّق بالزنازين مع وجود برج مراقبة في وسطه، ميشل فوكو (Foucault, 1995) استخدم هذه المصفوفة كتعبير مجازي لميزان القوى بين القوة لبين الفرد. البانوبتيكون يؤدب المدانين بشكل اوتوماتيكيّ، فرديّ، دون أي حاجة لشخص خارجي الذي يقوم بفرض سلطته عليهم. المدانون يؤدبون أنفسهم نظرًا لاحتمال وجود مراقب في البرج، أصبحوا "مصدر استعبادهم" (Foucault, 1995, 252) وحدهم، دون القدرة للتواصل مع آخرين في نفس وضعهم، دون قدرة الاشارة على بشاعة المسؤول الوحيد عن محاكمتهم . لا يوجد استخدام للقوة كقيد صارم عديم الرحمة، بل بطريقة لطيفة، هشّة، وحتى على ما يبدو طواعيّة.


انتقدت ساندرا لي براكتي (Barkty, 1997) المعايير البصريّة للأنوثة كأداة تأديب بانوبتيّ لأجسام نساء إلى مجموعة

متعددة التنوّع لممارسات التي تتحكم بها في العالم المعاصر. حسبها، ذوتت النساء المعنى المثالي لمعيار الجمال كتعبير

عن "الانوثة الصحيحة" و الخوف المتأصل من العواقب الاجتماعية في حال تم الانحراف عن هذا المعيار، وهن لسنا في المكان المناسب من أجل تقديم أي انتقاد، القيام باختيار واعٍ أو الاعتراض. بالإضافة إلى ذلك، الممارسات التنظيميّة الأبويّة وتذويتها تحولوا مع الزمن إلى هويّة حقيقيّة، التي تستمد النساء منها شعور القيمة الذاتيّة، وهذا ما يصعّب عليهن الاعتراض. انتقدت مونيك ديوو (Monique Deveaux, 1994) هذا التوجه الذي يؤدي حتمًا الى العمى لممارسات الاعتراض المختلفة، لأنها تفترض وعي كليّ زائف لدى النساء، وتتجاهل الفاعلية الممكنة لتنفيذ الأداء الجندر-نسوي؛ وحسبه تتدعي دوو، كل موضوع مظهر المرأة، سواء قامت باختياره وهي على وعي تام لميزان القوى أم لا، وتدخل لنظريّة الأجساد المطيعة كجزء من التحكّم الذاتي الطوعي لدى النساء، النابع من المكان عديم الحيلة التي تتواجدن به (Deaveax, 1994, p. 228).


بما يتعلق بالاعتراض، يعتقد فوكو أن طموحهم بخلق تغيير سياسيّ، اجتماعي وثقافي، على المتظاهرين أبعاد الأضواء عن الجنسانيّة "المنحرفة" المخروطة في جوهر هويتهم، وعدم المطالبة بتقبلها وتطبيعها. ويثني على الحراك النسويّ لمطالبته بالتعالي على الفرديّة الفريدة التي خلقتها القوة في تفاصيلها، حيث يًسلط الضوء على الجنس، علم التشريح وال"جنس المتأصل" لجسد المرأة لتبرير دونيتها الأجتماعيّة، التي يُزعم أنها مكوّن بيولوجي تولد معه (Foucault, 1980, p. 219-220). أستمراريةً لما ذكره، أدّعت جوديث باتلر (Butler, 1993) أن محاولات تخصيص أو التخصيص المجدد للجنسانيّة "المنحرفة" فقط تحافظ، تقوّي تعزز وتديم الانقسام الاصطناعي، الذي يبرر الظلم الذي يطالب المكافحين بإخفائه من العالم. هي تنادي بتقويض هذا الانقسام، والاعتراض على الاملاءات الأجتماعيّة التي تبني هويّتنا، وتمكين أنفسنا من خلق هويّة جديدة مستقلّة عن المعاني التي خلقتها تلك القوة (Butler, 1993, p. 314); لكن السؤال هو عن كيفية القيام بذلك.


في هذه المرحلة أرغب في تسليط الضوء على المفارقة المدموجة في نظريّة فوكو: حسب النموذج البانوبتيّ، القوة البطراركيّة هي مقياس كليّ كامل ولا جدال فيه، لا تترك شخص خارجها، ومن ناحية اخرى هي غير مستقرة ومليئة بالتحديات. هذه المفارقة ضروريّة من أجل فهم الطريقة التي تطالب فيها الحراكات النسويّة الاعتراض على العنف الجنسيّ بواسطة معارضة لجنسانيّة جسم المرأة المرئي. يمكن استخدام باتلر وتحليلاتها الكويرية الجندريّة كخريطة طريق ليس فقط لتحليل الممارسات اليوميّة لبناء الجندر كأختيار يثير العجب، بل أيضًا لمنع الحكم الانفصالي المتفرع والأخلاقي على النساء وخياراتهن المرئية. كون الجندر يتحضّر في كل لحظة بواسطة التقليد المتكرر، تدّعي باتلر بشكل واضح وصريح إن كل اختيار يعبّر عن الجندريّة المرئيّة، الذي يسعى أيضًا للاعتراض على إملاءات الجندر البطراركيّة، ما هو إلّا تفاوض مع إملاءات القوّة والقاموس البصريّ الذي خلق وصمم تحت رعايته ونفوذه المباشر (Butler, 1993, p. 312-316). نابع من فهم ان كل اختيار للملابس، تحرّك ومظهر خارجي حيث تشكّل مفاوضات مع القوّة الأبويّة وإملاءاتها على المظهر النسائي، من الممكن قراءة الأفراد تحت رعايتها كمشاركات ناشطات في هذه المفاوضات: تقمن النساء في التفكير الانعكاسي لحسنات وسيئات مظاهر خارجيّة معيّنة، نسبةً لشعور التقدير الذاتي التي يستمدون منه، مثال، ملاءمة او رفض للمثال الانثوي. ينظر الى توجه باتلر بالبحث على انه توجه متشائم، وعلى سطحه تسحب البساط في ظل امكانيّة خلق تغيير جذري لميزان القوى الابويّة؛ حسب ادعائي الانطلاق من هذه النقطة تمكّن في الواقع من بحث النساء كأفراد واعيين، بأن اختيارتهن الشخصيّة مبنيّة على فحص مستمر لقوانين جندريّة مفروضة عليهن وعلى العواقب الاجتماعيّة والشخصيّة التي عليهن توقعها في حال انحرافهن عنها، مقارنةً باحتياجتهن ورغباتهن. حيث ان، اختيار المظهر الخارجي ايًّا كان ليسوا بالضرورة معترضات رادكليات للقوّة الأبويّة، بل في العكس لا يشاركن في النضال بسبب وعي زائف، ضعف او خضوع. المفارقة في كتابات فوكو تحل نفسها، وتفترض اساسات عالمية التي تمكن من تحليل التأثيرات الواسعة للقوة البطراركيّة على الفروق شديدة الدقّة للتجربة الانسانيّة (Hekman, 1990, p. 176).


أود استخلاص بصيرة هامّة من مقال الباحثة السينمائيّة لورا مالفي (Mulvey, 1975)، التي ادخلت لحدٍّ ما المصطلح النظرة الذكوريّة (The Male Gaze) للقاموس البحثيّ النسويّ، مصطلح الذي أصبح في يومنا هذا شائعًا في الأوساط الأكاديميّة وخارجها، في دوائر اجتماعيّة متناميّة. تكتب مالفي، ان النساء في السينما الهيولوديّة المشهورة، مشفّرات في ميزة جماليّة واحدة بارزة، المشتركة لجميعهن: "to-be-looked-at-ness" (Mulvey, 1975, p. 11). في ترجمة روزن هذه ميزة يجب النظر اليها (مالفي، 2006)؛ انا اقترح الترجمة البسيطة - مرئيات، كونهن مرئيات، متوقع من النساء توفير متعة بصريّة، والجسد الانثوي مبرمج وفقًا لتخيلات، توقعات ورغبات المحدّق: "النساء موجودات فيه ككائن تحت المراقبة والعرض، لان ظهورهن مشفّر من اجل ترك اثر بصريّ وجنسيّ قويّّ" (مالفي، 2006، ص125). على الرغم من ترسيخ الحجج في نظريّة التحليل النفسي التي تم تدقيقها، سجلت مالفي بتسمية ال"مرئيات" وتعريفها كسمة سلبيّة للنساء، منفصل معنويًا عن أي إجراء نشط يتم اتخاذه تجاههم. "مرءاهن" هو العامل المشترك لجميع النساء تحت البانوبتيكون الأبويّ، في الشاشات وايضًا على ارض الواقع، ومن ناحية الحفاظ على النظام الأبويّ فهذا امر طبيعي: حيث ان النساء هن مرئيات، وهن مسؤولات عن الرسالة النابعة من جسدهن المرئيّ للنظرات الموجّهة اليهن، اللواتي عن يقمن باختيارها، مثل ما تدّعي باتلر، من قاموس موجود؛ تعريض جسدهن تحت اطار الخطاب الثقافي في المجتمع الاسرائيلي والغربي بشكل عام، تعرضن النساء انفسهم لتحكّم شديد اللذوع.


4. استراتيجيات الاحتجاج البصريّة

How can women take control of embodied signification, of the way she is read and the way she reads herself? One possibility is (…) to problematize phallocentric seeing and readings of women’s bodies.

(Haber 1996, 139)


كون كل امرأة تختار وتبني مظهرها وفقًا لقاموس ثقافي-بصريّ قائم، هوني هابر (Haber, 1996) التي بحثت مظهر أجساد نساء في مجال كمال الاجسام (Bodybuilders) تدّعي إن دمج الصور هو أمر الذي يلتهم الانقسام الاجتماعيّ ويقوضه، ايضًا مثل معاني الصور المألوفة وحقيقة صلاحيتها. بالرغم من أنه في الواقع فان حسب هابر لا يوجد للمرأة مفر من إقلاق راحتها ووضعها تحت إحدى تصنيفات الانقسام الاجتماعي امرأة جيّدة-انثويّة/ليست-امرأة. تعبّر هابر عن امل نابع من ان الهيئة الجسديّة لكاملات الاجسام سيتحدى رويدًا رويدًا نداء القوّة البدنيّة وبناء العضلات كصفة رجاليّة، وربما مع الوقت، يرتبط معنى القوّة الجسديّة في الليونة؛ مثل الأجسام الموشومة، الاجسام المليئة بالتجاعيد،الأجساد التي تحتل مساحة في الحيّز، أجسام مفتورة وبدون أطراف صناعيّة والعديد. اضافةً لهابر، انا اقترح قراءة ممارسات الاملاءات على الجسد في مسيرة المتهوّرات في اسرائيل التي هي احدى الطرق التي بواسطتها تستطيع النساء تحدّي التحديق المتمركز نحوهن كونهن نساء مع جسد مرئيّ. في اطار ممارسات الاملاءات على الجسد، تكتب نساء وشابات على اجزاء مختلفة من جسدهن - الصدر، البطن، ايديهن، ارجلهن، ظهرهن- رسائل ترغبن في تمريرها ضدّ ثقافة الأغتصاب، العنف الجنسيّ وتذنيب الضحيّة، الموجّهة لقارئين وقارئات مختلفين، وهن يسرن في وعيٍ تام بأنهن سوف يجذبون انتباه العديد من الاشخاص والوسائل الاعلاميّة. يخترن المتظاهرات عدم الهروب من النظرات التي تخلق الجنسانيّة، عدم الابتعاد عنها للمساحة الامنة الخاصّة وعدم التستّر من اجلها. هن يستخدمن جسدهن، الذي يدعى كغرض جنسي في حال كان مغطّى في الملابس، وبذلك يستخدمن حقيقة "مرآهن" المتأصل، كطعم. العين التي ستوجّه لجسد المتظاهرة في نظرات مُركّزة ومحدّقة، سوف تضطّر لعدّة دقائق، لنظرات قارئة للنص المكتوب على جسد المتظاهرة، والتعرّض بدون مفر للرسائل التي لا يمكن تفسيرها كدعوة جنسيّة، بسبب انهن حرفيِّا، يرفضونه. السائرات في مسيرة المتهوّرات "مرئيات" في نفس درجة النساء في باقي ايام الاسبوع؛ لكن هؤلاء يصببن محتوى اخر للموجود، محتوى يناقض ولا يسمح بنظرات مهينة بتلك السهولة، محتوى الذي ينقض مصفوفة القوى البطراركيّة كلها ويثير ردّات فعل غاضبة من اولائك الذين يريدون الحفاظ على هذه القوى.


עצם ארגון המחאה כצעידה ברחובות מרכזיים של ערים, בשילוב עם פרקטיקת הכיתובים על הגוף, מייצר היפוך של יחסי הכוחות מביט-מושא מבט. הפרפורמטיביות שבצעידה במרחב ציבורי נותנת למפגינות שליטה על הדרך בה עוברי אורח מביטים בהן; הללו נאלצים להיעמד במקום כדי לבחון את התהלוכה העוברת מולם (Bonilla, 2019). המביטים בנשים הצועדות ברחובות עם כיתובים על הגוף הופכים להיות מקבלי מסר פאסיביים, בעוד שמושאי המבט, הנשים וגופיהן ה'ניבט' כתכונה, הופכים להיות המייצרים והמעבירים של המסר. השימוש בנוכחות גופנית כחלק ממחאה הדורשת לשנות את המשמעויות הטבועות בגוף, מובן כעת כשימוש במדיום העברת מסרים קיים, הלוא הוא הגוף הנראה של נשים, ה'ניבט' אינהרנטית, שהובנה כבעל משמעות של מיניות לכאורה מהותנית עבור התענגות זכרית-גברית וכעת מובנה אפיסטמולוגית מחדש.



صورة توضيحية: صورة 1: تنسب ل : "انا ليلو، أم عزباء، في ال29 من العمر، اغتصبت في عمر 11". ليلو شليف في الحملة من اجل مسيرة العاهرات 2017 في تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

صورة توضيحيّة: صورة 2: تنسب ل : "يؤلمكِ فقط عندما تكونين مرتاحة، قال ذلك واستمر". أفيطال حدفا اشيل في حملة تمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

الغالبيّة العظمى للكتابات الموجودة على الجسد المستخدمة في الSlutWalk في اسرائيل يرغبون في كتابة الموضوع على الجسد. ليلو شليف، متظاهرة مخضرمة في مسيرة العاهرات كتبت على جسدها أمور التي تميّزها كغرض: "انا ليلو، في ال29 من عمري، أم عزباء، اغتصبت وانا في ال11 من عمري" (صورة 1). أيضًا أفيطال حدفا اشيل اختارت أن تكتب على جسدها قصتها الشخصيّة الصادمة: "يؤلمكِ فقط عندما تكونين مرتاحة، قال ذلك واستمر" (صورة 2). النظرات الموجهة نحو أجساد شليف واشل، في هدف استهلاكهم كغرض جنسيّ، مجبر بالتّعرض للمنطق الكامن من ورائه، وليس باستطاعته التفريق بين الجسد كغرض، وهويّة البني ادم الموجودة في داخله. استخدام مثل هذه الممارسة في الحملة التمهيديّة، إلى جانب نصوص كتبت من قبل المتصوّرات، وكذلك استخدامها خلال المسيرة، صرخة، محادثة، ضحكة ووجود ماديّ طوال المسيرة، يعرض ذاتيّة النساء واجسادهن ويربط بشكل بصريّ بين الجسد الذي يدعى بشكل يومي بأنه غرض جنسيّ وبين القصّة الانسانيّة ويثير التعاطف. في حين النظرة المحّدقة تتجاهل الوجه والمشاعر التي تعبرن عنها، قرار إعطاء الجسد، الذي "من الأساس" يجذب النظرات، لروي رواية الغرض المصاب، لا تمكن للنظرة ان تقرأ الجسد كغرض جنسي بحت: النظرة تُجذب للنص بفضل الجسد والأداء الموكبي لكن لا ليست باستطاعته قرائته كغرض جنسيّ في نفس السهولة.



صورة توضيحيّة: صورة 3: تنسب ل : "لا تعني لا"، ايليا بن حروش بارتوش في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب تصوير: مولي جولدبرج

صورة توضيحيّة: صورة 4: تنسب ل : "لا تفكّر مثل مغتصب، متظاهرات في مسيرة العاهرات 2016، تل أبيب. تصوير: من طرف المسيرة

صورة توضيحيّة: صورة 5: تنسب ل : "لا أطلب ذلك". هاني حيموفتش في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين

طريقة اضافيّة لتحدي هذه النظرة المحدّقة تحت فئة تشديد الغرض هي توجّه مباشر للمراقب المجسّد، مثل ما فعلوا متظاهرات عديدات: الكتابة "لا تعني لا" (صورة 3) تسعى لتذكير المحدّق بأن المرأة، الغرض الذي يمتلك هذا الجسد، هي صاحبة السلطة المطلقة على جنسانيتها وليس مظهر جسدها أو الشخص المحدّق به والذي يطلق عليه اسماء: "لا تفكّر مثل مغتصب" (صورة 4) تتوجه للمحدّق الذي يترجم ما تراه عيناه لجنسانيّة قائمة من أجل إسعاده، وبذلك توصل للمحدّق أن من مسؤوليته ردع نزواته؛ هاني حيموفتش اختارت أن تتصوّر للحملة وهي ترقص على عامود (صورة 5)، نوع رياضيّ-فنيّ الذي يسعى للتخلّص من هويّته الأباحيّة في الثقافة السنين الاخيرة، جسد هاني، الموجود في وضعيّة المعرّفة اجتماعيِّا بوضوح على ارتباطها في توفير متعة جنسيّة للنظرات الذكوريّة، يجلب الانظار ويلزم الناظرين قراءة الجملة التي كتبتها على رجلها: "لا أطلب ذلك"؛ ايلا أمست، متظاهرة متحوّلة جنسيّة مخضرمة، كتبت على نفسها في عدّة مسيرات الكلمات التاليّة "Not your fetish" (صورة 6)، كلمات التي تشير للنظرة المحدّقة الموجهّة لنساء متحوّلات جنسيِّا بشكل خاص. هكذا كتبت في الحملة التمهيديّة للمسيرّة:

تعرضي الأول مع المتحولات جنسيّا[...] كان عن طريق الأفلام الاباحيّة [...] تلك التي تخلق من قبل صناعة ذكوريّة، من أجل احتياجات ذكوريّة، ومن أجل تحقيق تخيلات ذكوريّة [...] الانطباع الوحيد الذي كان لدي بخصوص تجربة الحياة التي أريدها لنفسي، كان بأن عليّ لعب دور في التخيلات التي تحوّلني الى لعبة جنسيّة

(اسمت، 2017)


صورة توضيحيّة: صورة 6: تنسب ل: "Not your fetish"، ايلا آسمت في مسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: ميخال آيزنشتاين هيرمان

النظرة المحدقة الموجّهة لايلا ولنساء متحوّلات جنسيًّا اخرات هي نظرة-ردة فعل التي تطرقت له هابر في سياق كاملات الأجسام: هو يوسّع تعريف الأنوثة حيث تشمل في داخلها نساء اللواتي مظهرهن ينحرف من الانوثة ال"حقيقيّة" وال"صحيحة"، وتشغّل عليهن نفس النظرة المجسّدة، حيث ان انجذاب جنسيّ نحوها يعتبر كفتش. الكلمات التي على الجسد موجّهة للشخص الذي نظراته تشغّل على جسدها جنسانيّة فتشيّة، وتناقضه بشكل مباشر.


كل تلك الأمثلة لكتابات احتجاجيّة على الجسد، في إطارها يستوعبن المتظاهرات موضوع جسدهن ويخترن رسالته، ويتحدون منطق المغتصب التي وصفته هيل: في حين أن تبرير العنف الجنسيّ وثقافة الاغتصاب كلها تشير الى مظهر النساء حيث أنه غرض متكلّم وذو رغبات، نفس هذا "الغرض المرئي" ينضم الآن لرفض المرأة ويرفضه ايضًا. في هذه الحالة، من المستحيل قراءة الغرض كذو رغبة من جسد الذي يرفض أي اهتمام جنسيّ، حتى لو منطق المغتصب يسمح لتجاهل هذا الرفض الذي يعبّر عنه من قبل الغرض الانسانيّ. تبدو هذه الممارسة كصاحبة نبرة ساخرة، حيث انها تلعب حسب قوانين البطراركيّة التي تفصل بين المرأة لبين منظرها/جسدها، حيث لا يمكن تحويل أصابع الاتهام نحو المرأة، انطلاقًا من نفس نقطة الافتراض الابويّة، حسبها المرأة وجسدها المرئي باستطاعتهم بث رسالتين متناقضتين حيث ان الرسالة الاخيرة هي المفضّلة، بدلًا من التركيز على هدف الشخص نفسه، تلائم المتظاهرات بين الرسالة المبعوثة من "كليهما" وبذلك تدمجها لرسالة بصريّة وكلاميّة واحدة. بهذه الطريقة تحضر هذه الممارسة الاصطناعيّة النابعة من منطق المغتصب الذي يفصل بين كيان المرأة وبين مظهرها الخارجي كأنهن كيانين مختلفين يرسلن الرسائل، تسعى لمحاربة التوجّه الأبويّ المبنيّ على سياسة "فرق تسدّ" بين إنسانيّة النساء وبين جسدهن الماديّ، وبالتالي يعبّر عن ويعترف بتجربة النساء الانسيّة، التي تشير الى ان النساء ايضًا كيان وايضًا جسد ماديّ في ذات الوقت.


من الحقيقة أن الغالبية المطلقة للمتظاهرات اللواتي يستخدمن ممارسة الكتابات على الجسد يخترن تذويت الغرض، نتعلّم أنها ليست فقط تقنية تمرير رسائل احتاجيّة بشكل بصريّ، بل تشكّل ايضًا رسالة اساسيّة على مستوى البرنامج: مطلبها الاعتراف في الجانب الانساني للنساء انفسهن وليس فقط بأجسادهن، والتوقف عن تبرير العنف الجنسيّ بحيث ان ال"الغرض المرئيّ" يبدو أقوى من الغرض الحقيقيّ . بالإضافة لكونها الرسالة الأساسيّة للمسيرة، يتم تنفيذ هذه المطالبة كنوع من نشاط خطابيّ ادائيّ (performative speech act)، مصطلح لغويّ يتطرّق إلى التعبير الكلاميّ حيث ان حقيقة تعبيرها الكلاميّ هو نشاط الذي يوصف أو جزء منه: حقيقة كتابة الموضوع على الجسد تصهر الغرض في الجسد؛ حقيقة قراءة الرسالة من على الجسد تصهر ايضا الغرض في الجسد، ويذوّته في تكرار هذا الشيء يشكّل، نشاط تربويّ بصريّ أو حتى تأليفيّ، التي تسعى إلى نقش الجسد الأنثوي كما يظهر في ذاكرة المتفرجين (عابري الطريق، الذين يتعرضون للاحتجاج في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ وايضا للمشتركات في المظاهرة) كموضوع، هل هو محفور على ظهره بواسطة كتابات مؤقتة أو لا.


صورة توضيحيّة: صورة 7: تنسب ل: "امراة"، "تلعق القضيب"، "تضاجع"، "شرموطة"، "عاهرة"، "تعطي"، "تفتح" ، "كلبة"، برخا بيرد في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2016، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.


صورة توضيحيّة: صورة 8: تنسب ل: "سلعة رخيصة"، آنة كليمان في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

صورة توضيحيّة: صورة 9: تنسب ل: "فعاليّة، "تستحق المضاجعة"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب. تصوير: شير حكيم.

الفئة الثانية للمعارضة البصريّة عن طريق ممارسة الكتابات على الجسد في مسيرة ال-SlutWalk في أسرائيل هي الصدمة ، كتابات مثل "غرض"، "عاهرة" ، "تستحق المضاجعة"، "فعّاليّة" و"سلعة رخيصة" (صور من 7-9) يسعون لكشف المعاني التي تقرأها النظرات المحدّقة التي تتلقاها أجساد النساء، والذي في الحقيقة يصغّرهن لحدّ تحويلهن لغرض جنسيّ الذي يمتّع المكانة الرجوليّة. تعمل هذه الممارسة على مستوى مختلف قليلاً عن التسميات التوضيحية في فئة استيعاب الموضوع، كونها تسعى لكشف عمل النظرة المحدّقة في جسد وتهزّ المشاهد. ممارسة الاعتراض البصريّة هذه، التي تسعى إلى جلب الظلم للوعي الشخصي وللوعي الأجتماعيّ في بواسطة تشغيلها بشكل تطوعيّ على جسد انسانيّ، منتشرة في نشاطات في مجلات مختلفة وخصيصًا في منظمات للدفاع عن حقوق الحيوانات. في هذا الإطار، ناشطين يشغٌلون على جسدهم بشكل تطوعيّ وادائيّ آليات صناعة اللحوم، الحليب، الأسماك، الفرو والظلم الذي يحدث بشكل يوميّ بعيدًا عن أعين الجمهور، من أجل إحضاره لتحفيز المواطنين التوقف عن استهلاك منتجات من الكائنات الحيّة. تلك الممارسة واستخدامها في المسيرة تسعى لجلب خطورة النظارات المجسّدة للنساء، وبالتالي تقويض الابتذال والتطبيع للقسوة التي تمارسها السلطة الأبوية على النساء، وكذلك حقيقة تعريفه على انه "طبيعي". النظرة المحدقة الموجّهة لأجساد المتظاهرات لا يستطيع ان لا يتعرض للمعاني القاسية والمدمرة له نفسه، ويترك المشاهد مصدومًا من تعرض جسم الإنسان للاعتراض والتجريد من الإنسانية بهذه الطريقة الواضحة.


[صورة 10] تنسب ل: "أصدّقك"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2021، تل أبيب. تصوير: ثيا يام فرانك


[صورة 11] تنسب ل: "أصدّقك"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2021، تل أبيب. تصوير: شاحر چلور

تستغل متظاهرات نسويّات "انكشاف" جسدهن من أجل ايضا التوجّه لنساء أخريات: "انتِ لست لوحدكِ" و "أُصدّقك" (صور 11،10)، تسعى هذه المصطلحات للاعتراف بالاعتداءات الجنسيّة لنساء اللواتي يتعرضن لهذه الرسائل، من خلال الاعتراض على ممارسة الفصل والتفريق التي تشغّلها القوة البانوبتيّة على النساء. ممارسة تمرير رسالة عن طريق الجسد، مقارنةً بما سبقها، لا تتطرق الى ذاتيّة حاملات الرسالة بل لذاتيّة قارئاتها، وبذلك تسعى لخلق تصليحات لاهتمام ثقافيّ معياريّ للمعتدى عليهن صاحبات الجسد المسؤول والذي يدعي لاهتمام جنسيّ. جسد المتظاهرة يتوجّه للمعتدى عليهن كغرض يتوجّه لغرض، ويعرض عليهن تجربة مصحّحة بالتطرق للعنف الجنسيّ الذي واجهوه، يتحوّل جسد المتظاهرة لغرض ليس فقط ينقل رسالة للمعتدى عليهن اللواتي يشاهدنه بل ايضا ينظر إليها، ولكن هذه المرّة - نظرة تعترف بانسانيتها بدون حدود، وترفض، الاهتمام بالسمات البصريّة الخاصّة بها، نفس السمات البصريّة التي حسب منطق المغتصب دعوا للاهتمام الجنسيّ. على المستوى التجريديّ، الكتابات موجّهة من امرأة لمعتدى عليها، ولا يتعلّق بما ان لم يعتدى عليها بالعنف الجنسيّ (وفي حالة "أُصدّقك"، التي في الغالب كتبت بدون تشكيل على ظهور المتظاهرات، الكتابة تتوجّة ايضًا للمعتدى عليهم جنسيّا وليسوا نساء). بالإضافة إلى ذلك، واضح ان المحدقين الباليين، وبالاخص معارضي الاحتجاج الذين يريدون المحافظة على الهرم الجندري الموجود، يقعوا في طعم ال"جسد المكشوف" الذي يكمن من وراء ممارسة الكتابة على الجسد؛ قرائتهم لكتابات التي تعترف بموضوع المعتدى عليهن ومستأنفات على وجود هذا الغرض المليء بالرغبات في نظرهن في زمن حدوث الاعتداء، هؤلاء يصبحوا شاهدين على المحادثة التي قامت بعدم وجودهم، هذا الاعتراف العلني بموضوع الضحايا يخلق ويؤكد من خلال الإشارة إلى الضحايا الذين يسعون إلى ترسيخ واستيعاب عادات غير أبويّة.




صورة توضيحيّة: صورة 12: تنسب ل: "نسويّة نازيّة"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: موقع "والله!".

صورة توضيحيّة: صورة 13: تنسب ل: "ساحرة"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

صورة توضيحيّة: صورة 14: تنسب ل: "ارهاب نسويّ"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، بئر السبع. تصوير: نوفر عيفاني.

الممارسة الرابعة التي تستخدمها الناشطات هي تجسيد المبالغة، بواسطة استخدام القاب مهينة جنسيّا للنساء بشكل عام، وبالناشطات نسويًّا بشكل خاص، في المسيرة وخارجها: "ساحرة"، "نسويّة نازيّة"، "إرهاب نسويّ" (صور 12-14) إنها ألقاب تسعى إلى منع إضفاء الشرعية للنضال النسويّ. بشكل ساخر، منع إضفاء الشرعيّة عن طريق استخدام هذه الألقاب المهينة تتم بواسطة التطرق الى القوّة العظيمة للمتظاهرات، التي بشكل تلقائي تطرح مواضيع الاحتجاج – مرتكبي العنف الجنسيّ و المبررين له – كضحايا عاجزين أمام هذه القوّة العظمى. هنالك من يطالب بتسمية هذه الممارسة اعادة تخصيص لهذه الالقاب المهينة، خلق معاني ايجابيّة نوعًا ما لتلك الحدّة وتقبلها؛ في نظري، كل هدف هذه الممارسة هو الاستهزاء بالمعاني التي تحملها هذه الألقاب المهنية، وبالتالي، الاستهزاء بمستخدمي هذه الألقاب المهينة. تؤكد هذه الممارسة إلى أي مدى يؤدي تغيير المعاني التي تتطرق لأجساد النساء إلى تقويض أولئك الذين يصرّون الحفاظ على التسلسل الهرمي الجنساني، تقويض تفوقهم أو مكانتهم المعترف فيها، وفي الوقت ذاته إلى أي درجة يقف التسلسل الهرمي الجندريّ ويضمّ بداخله الأستعلائيّة الذكوريّة على أرجل هشّة؛ حيث إن تقويض هذا التسلسل في المسيرة يتم في إطار المظاهرة السلميّة الموافق عليها حتى من قبل الشرطة المحليّة، ترافقها وتحافظ على أمنها. أعلان المتظاهرة على انها ارهابيّة نسويّة او انها فاشيّة نسويّة، من خلال ترديد شعارات ذات قافية، رفع لافتة أو حتى السير بصمت، تسعى لتأكيد الفرق بين طباع الاحتجاج السلميّ وبين وضعه في اطار من قبل معارضيه على أنه نية واضحة لقتل المتظاهرين الأبرياء، استخدام عناصر خارقة للطبيعة بهدف الحقد وحتى ابادة منهجيّة للرجال أجمعين.




صورة توضيحيّ: صورة 15 : تنسب ل: "لستُ عاهرة، ضاجعت!" متظاهرات في مسيرة العاهرات 2015 في تل أبيب، تصوير: عميت تسينمن

وفي النهاية، الممارسة الخامسة التي لاحظتها هي اعادة تخصيص الجنسانيّة، بشكل مثير للاهتمام، برغم ان اسم المسيرة الذي يرمز على انها هذه هي الممارسة الأكثر شيوعًا، وجدت فقط مثال واضح واحد لاستعمال هذه الممارسة في إطار المسيرات التي تقام في البلاد، بينما الغالبية المطلقة للكتابات على الجسد تعمل حسب ممارسة صهر الغرض في الجسد. كتبت المتظاهرة التي تظهر في صورة رقم 15 على جسدها "لست عاهرة - ضاجعت!"، تأنيث الكلمة "ضاجع"، التي توصف رجل فعّال جنسيًّا في فحوى ايجابيّة ومعززة التي تحافظ وتبرر تفوقه الطبقيّ. وبذلك، تحدد المتظاهرة نفسها على أنها واحدة التي نشاطها الجنسيّ يعزز من شأن مكانتها الاجتماعيّة ومن قيمتها الانسانيّة. اتطرق ايضا لكتابة الكلمة "عاهرة"، مثل ما فعلت المتظاهرة من اليمين، اختيار شائع بشكل خاص ويشكّل مثال مثير للاهتمام الذي لا يقع حصريًّا تحت فئة واحدة للاعتراض البصريّ: من ناحية، التفسير اللفظي والاجتماعي للألقاب المهينة، التي تتطرق للجنسانيّة التي تقلل من قيمة المتمسكات بها وتبرر دونتها الطبقيّة، أقترح الإشارة لكتابتها على الجسد كنوع من التخصيص للجنسانيّة كشيء إيجابيّ بالاضافة الى اخراج اللدغة الجنسانيّة من معناها، وبالتالي من المؤكد أن تقرأ على هذا النحو من قبل المشاهد من الخارج. بالإضافة إلى ذلك يجب الإشارة إليها في السياق التاريخيّ القصير للمسيرة، في إطارها التعريف عن النفس ك"عاهرة" في المسيرة اصبح امر مشهور وخصوصًا عندما أصبحت علامة، التي ترمز لحدث نسويّ مركزيّ في السنة، والانتماء إليه يخلق شعوراً بالانتماء الجماعي وشراكة المصير.


وتمتيد حدودها المقبولة في القانون والمجتمع، من الرغبة، في استخدام المصطلحات الناشطة التي غرستها اودري لورد، استخدام ادوات السيّد من اجل تهديم وتخريب بيت السيّد. تشبيه الذي يعرض بشكل جيد هذا الامر، الذي يميّز بين الاستراتيجيّة النسويّة الليبراليّة وبين الاستراتيجيّة النسويّة الراديكاليّة للتغير المجتمعيّ، على الأرجح، بالاضافة لامور اخرى، وضع نجاعة ال- SlutWalk تحت علامة سؤال. مع ذلك، في ظل الحقيقة ان المسيرة بالفعل تقوّض وتثير الاف من ردّات الفعل المضادّة- جزء منها قابل للفحص، مثل التعليقات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وجزء منها آقل، مثل تعليقات على المسيرة في الشارع - استعارة لورد، تدمج بين الفاهيم التي غرستها مالفي، تمكّن من تحليل اكثر تركيبًا للاستراتيجيّة الاحتجاجيّة للمسيرة. تشدد المسيرة على المستوى البصريّ، ادوات السيّد التي يمنحها ممثلي السيّد للمشتركات في اطار احتجاج محدود، حيث ان ادوات السيّد هذه هي كل الادوات التي يملكوها. التشديد على المميزات البصريّة ل- SlutWalk وبالاخص على استخدام الجسد المكشوف كممارسة احتجاجيّة، سواء تم تطبيقها من وعي ومبادرة او تبلور على مرّ السنين في ديناميات اجتماعيّة، تشوّش الحدود بين المظهر "الشرعيّ" من ناحيّة قانونيّة وبين المظاهر التي تتعدى المألوف التي من المرجّح ان تقوّض السلطات لتفريق المظاهرة. يتخطى التشديد البصريّ للحركة النظام الذي تتواجد فيه اجساد المتظاهرات ويعالج مباشرة القضية التي تكمن من وراء الحراك : المظهر الخارجي المكشوف للنساء والهرميّة الاجتماعيّ التي تثبتها و تبررها. الاستخدام الموسّع للمستوى البصريّ وتشويش الحدود الذي يخلقه يجعله مستوى الذي من الصعب التحكم به ومنع نجاعته بواسطة تقويض عادات اجتماعيّة ابويّة. هل مواصلة الاستعارة الفوكيانيّة، هؤلاء "اسيرات" يتكئون على القضبان بتحدّ وبأبتسامة ثقة نحو برج المراقبة: مثل ما عبرت باتلر في احدى مقابلتها، "This is not freedom, but a question of how to work the trap that one is inevitably in" (Kolz & Butler, 1992, p. 84. مقابلا لادعاء لورد، نحن نتلقى تذكير بأن مطرقة السيّد هو مستخدم حتى الان .


على الرغم من انه يحكى عن فضيحة ذاتيّة كبيرة، سيكون هذا الامر بالغ البساطة دعوة الطريقة البصريّة التي تتظاهر فيها النساء على ملكيتهن على جسدهن في- SlutWalk "تجسيد الذات" و"تحكم طوعيّ" من خلال وعي زائف، كما قيل عديدًا. لنساء، كما ادّعت باتلر، في- SlutWalk وفي كل يون اخر، لا يوجد مفر الّا في اختيار ملابس من خزانة ملابس المصممة عالميًّا، سوقت وبيعت تحت اشراف وتأثير القوّة الابويّة، والاستخلاص من اختيارتهن الشعور بالقيمة الذاتيّة. كل قطعة ملبوسة اختيرت من قبل النساء، سواء كانت في مسيرة المتهورات او بباقي ايام الاسبوع، سواء كانت "مستفزة"- معرّفة من قبل الثقافة الابويّة على انها ذات جنسانيّة نسويّة واضحة مثل مشدّ أو جوارب شبكيّة، وسواء كانت في الملابس "اليوميّة"، "صيفي"، "عادي" مثل بنطال جينس او تي شيرت سوف ينظر لها على انها الاداة التي بواسطتها قامت المرأة بتسويق نفسها على انها بضاعة، بسبب الغرض الناطق بإسم المرأة الذي يسمع اكثر من المرأة نفسها، وهو ما يدعوه المحدّق بحسب اهتمامته الخاصّة (Hill, 2015, p. 27). انا ادّعي انه لا يوجد هناك فرق شاسع بين اختيار الملابس في يوم عادي لبين اختيار الملابس للاحتجاج في ال-SlutWalk. المفاوضات التي يخضنها المتظاهرات مع القاموس الابوي من اجل اختيارهن الملابس للمسيرة هي نفس المفاوضات التي يخضنها من اجل اختيار ملابسهن اليوميّة. حسب منطق المغتصب، كل الملابس التي ترتديها النساء في العلن هي ملابس "مستفزّة"، "تثير" و "تدعي لاهتمام جنسيّ"، طالما يدعى جسد المرأة على انه غرض مرغوب فيه لمجرد وجوده؛ وكل حضور للمرأة في الحيز العام هو عبارة عن SlutWalk، تختار فيها مظهرها الخارجي من خلال ما أعطي لها وتتوقع اخذها على انها غرض انسانيّ لا اقل.



تلخيص واستنتاجات


في هذا المقال قمت بتحديد عدّة ممارسات اعتراض بصريّة ضدّ العنف الجنسيّ، منطق المغتصب وتذنيب الضحيّة في حراك ال-SlutWalk في إسرائيل. اشرت الى ممارسة الكتابات على الجسد كنوع من احتجاج مباشر لكون انكشاف النساء بشكل متأصل في البانوبتيكون الابويّ. الاستنتاجات النظريّة في بحثي تكشف الانقسامات الاجتماعيّة تجاه النساء والأنوثة "الصحيحة" و"غير الصحيحة" المشوّهة منذ تأسيسها. بينما الانوثة "الصحيحة" هي الوجود من أجل المتعة الجنسيّة البصريّة و/أو الجسديّة لفئة الذكور بدون اي شكاوى او استياء، المشاركة النشطة والحماسية في استعبادها الجنسي من أجل خدمة الفئة الذكوريّة العليا، المرأة التي تعبّر عن نقد، وجع أو عدم راحة من الاضطهاد الأبويّ ومظاهره المختلفة، يتم اهانتها لاستغلال بصريّ وتعرّف ك'Slut' وك 'مستفزّة'، يقول هافا - موجود عند النظرة الذكورية بصورة "غير صحيحة". Slut تفهم الآن على أنها مؤشر جندريّ، فكرة أفلاطونية او نوع بصريّ، الذي يتوقع من النساء الابتعاد عنه وبذلك يستخدم على نحو فعّال من اجل التحكم وتأديب تصرفات الفرد.


تخلق ممارسة الكتابات على الجسد في ال- SlutWalk تقليد ساخر لشخصيّة ال-Slut، التي تمتاز فقط بكونها "متاحة" (واشتقاقًا عن ذلك، "مكشوفة" ايضًا). يتم التعبير عن المحاكاة الساخرة عن طريق مظهر المرأة، التي تبدو كامرأة، لكن هي ايضًا غرض انسانيّ - مصطلحان اللذان يعرّفان بطريقة مناقضة تحت النظام الابويّ، الطبقة المرئيّة في مسيرة ال-SlutWalk هي اداة تستخدم لكشف الجنسانيّة في وجود الرمز الخاص بال- Slut ورفضه؛ العاصفة الأجتماعيّة التي يتم فيها تقبّل صور المسيرة في إسرائيل كل سنة تثبت ان التقسيم الطبقي الهرمي يتم تقويضه، حيث أنها تناقض جوهر ميزان القوى الأبويّة، كون النساء يتنازلن للرجال. بالإضافة إلى ذلك، ادعائي هو أنه لا يوجد فرق بين فكرة المظهر الخارجي الموجود في المسيرة لبين فكرة المظهر الخارجي الموجودة في باقي ايام الاسبوع. المحاكاة الساخرة التي تعرضها المشتركات في المسيرة تكمن في مطالبتهن لمعاملة انسانيّة، مطلب وتوقع يحتمل أن يكون موجودًا كل يوم وفي كل حيّز، على ظهر كل جسد وفي كل مظهر أيًّا كان؛ كلما كان تعدد المظهر النسائي اكثر، مستويات مختلفة من كشف الجلد، انواع وتفاصيل الملابس المختلفة والمتنوّعة للمشاركات في المسيرة تحت العلامة الأجتماعيّة Slut، وبهذه الطريقة يتم تقويض وجود ال- Slut ايِّا كانت؛ تخلق المسيرة نوع من السخرية من مصطلح Slut ونظيرتها المحليّات ويؤكد على عدم قدرته على تطبيقه على أي مظهر أنثوي، حيث انّ ولا ايّ Slut، في المسيرة وخارجها، في الواقع، مسموح .





آنة كليمان

طالبة دكتوراة في مدرسة للدراسات الثقافية في جامعة امستردام. PhD candidate in the Amsterdam School for Cultural Analysis, University of Amsterdam

ناشطة-ميدانية نسوية من اجل حقوق مجتمع الميم لأكثر من عقد، من القائمات على مسيرة "العاهرات" في القدس، من مؤسسات لوط"م - الوحدة لمكافحة الإرهاب الجندري. تبحث في دور المرأة المرئية في الخطاب الاجتماعي الذي يبرر العنف الجندري في العصر الحديث، من خلال فن المعارضة وفضائح اجتماعية واعلامية حول شخصيات مرئية نسائية، والعلاقة بينهما.





المصادر


اسمت ايلا. صفحة مسيرة العاهرات تل أبيب-يافا، Facebook، وضع في 9 نيسان، 2017، دخول في 18 ايار 2020.


مالفي، لورا. "المتعة البصريّة والسينما السرديّة". لتعلّم عن النسويّة: من قراءة: مقالات ووثائق أساسيّة في التفكير النسويّ. تدقيق داليت بأوم، دليلا أمير، رونا بريير-جراف، يافا برلوفيتش، دفورا جرينمن، شرون هلفي، دينا حروبي، سيلفيا فوجل- بيجاوي. تل أبيب: الكيبوتس المتحدّ، 2006، 118-133.


Bartky, S. L. (1997) ‘Foucault, Femininity and the Modernization of Patriarchal Power’, in Conboy, K., Medina, N. and Stanbury, S. (eds.), Writing on the Body: Female Embodiment and Feminist Theory. New York: Columbia University Press, p129-154.

Bonilla, Yarimar. “The Past is Made by Walking: Labor Activism and Historical Production in Postcolonial Guadeloupe”. Cultural Anthropology 26 (2011): p. 313-339.

Butler, J. (1993) ‘Imitation and Gender Insubordination’, in Abelove, H., Barale, M. A., Halperin, D. M. (eds.) The Lesbian and Gay Studies Reader. New York, London: Routledge, p307-320.

Deveaux, M. (1994) ‘Feminism and Empowerment: A Critical Reading of Foucault’, Feminist Studies 20(2), p223-247.

Foucault, M. (1980) Power/Knowledge: Selected Interviews and Other Writings, 1972-1977. Gordon, C. (ed.). New York: Pantheon.

Foucault, M. (1995) Discipline and Punish: The Birth of the Prison. New York: Random House Inc.

Haber, H. F. (1996) ‘Foucault Pumped: Body Politics and the Muscled Woman’, in Hekman, S. J (ed.) Feminist Interpretations of Michel Foucault. Pennsylvania: The Pennsylvania State University Press, p137-156.

Hekman, S. J. (1990) Gender and Knowledge: Elements of a Postmodern Feminism. Boston: Northeastern University Press.

Hewitt, N. A. (2002) ‘Taking the True Woman Hostage’. Journal of Women’s History 14(1), 156-162.

Hill, A. (2015) ‘SlutWalk as Perifeminist Response to Rape Logic: The Politics of Reclaiming a Name’, Communication and Critical\Cultural Studies 13(1), p23-39.

Kolz, Liz and Butler, Judith. “The Body You Want: An Interview with Judith Butler”. Artforum International 31:3 (1992): 82-89.

Mulvey, L. (1975) ‘Visual Pleasure and Narrative Cinema’, Screen 16(3), p6-18.

Roberts, M. L. (2002) ‘True Womanhood Revisited’. Journal of Women’s History 14(1), 150-155.

Walters, B. (1966). ‘The Cult of True womanhood’. American Quarterly 18(2), p. 151-174.

Wilson, N. E. (2015) ‘Dirty Talk: A History of the Word “Slut”’in Teekah, A., Scholz, E. J., Friedman, M. and O’Reilly, A. (eds.) This is What a Feminist Slut Looks Like: Perspectives on the SlutWalk Movement. Bradford: Demeter Press, p46-62.

תמונות

  1. "انا ليلو، أم عزباء، في ال29 من العمر، اغتصبت في عمر 11". ليلو شليف في الحملة من اجل مسيرة العاهرات 2017 في تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

  2. "يؤلمكِ فقط عندما تكونين مرتاحة، قال ذلك واستمر". أفيطال حدفا اشيل في حملة تمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

  3. "لا تعني لا"، ايليا بن حروش بارتوش في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب , تصوير: مولي جولدبرج

  4. "لا تفكّر مثل مغتصب، متظاهرات في مسيرة العاهرات 2016، تل أبيب. تصوير: من طرف المسيرة

  5. "لا أطلب ذلك". هاني حيموفتش في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين

  6. "Not your fetish"، ايلا آسمت في مسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: ميخال آيزنشتاين هيرمان

  7. "امرأة"، "تلعق القضيب"، "تنتاك"، "شرموطة"، "عاهرة"، "تعطي"، "تفتح" ، "كلبة"، برخا بيرد في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2016، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

  8. "سلعة رخيصة"، آنة كليمان في الحملة التمهيديّة لمسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

  9. "فعاليّة، "تستحق المضاجعة"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب. تصوير: شير حكيم.

  10. "انتِ لست لوحدكِ"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب. تصوير: ستاف جريتز

  11. "أُصدّقُك"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، القدس. تصوير: جينفر فولياكوب

  12. "ساحرة"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، تل أبيب. تصوير: لوبا فيين.

  13. "ارهاب نسويّ"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2018، بئر السبع. تصوير: نوفر عيفاني.

  14. "تأنيث"، متظاهرة في مسيرة العاهرات 2017، تل أبيب. تصوير: موقع "والله!".

  15. "لستُ عاهرة، ضاجعت!" متظاهرات في مسيرة العاهرات 2015 في تل أبيب، تصوير: عميت تسينمن


bottom of page